الأطفال والأفلام الإباحية
إن التأثير الأكثر خطورة يأتي من عالم الأطفال (تحت سن 14 سنة) حيث وجدوا أن هذه السن تتأثر كثيرًا بالمشاهد الإباحية حيث تحدث تغيرات دائمة في دماغه، وتؤثر على سلوكه حيث لاحظ العلماء أن نسبة كبيرة من الأطفال الذين شاهدوا أفلام الجنس ينحرفون في سلوكهم في المستقبل (المرجع 9). وبينت الدراسات أن ثلث الأطفال الذين شاهدوا مقاطع إباحية طبقوا شيئًا من الأفعال الخليعة بعد مشاهدتهم للمقاطع بأيام!
إقرأ أيضا:بحث عن آداب الحديث
القضية أكبر من مجرد مشاهدة
القضية ليست مشاهدة فقط، بل تتطور لتصبح جريمة اغتصاب مثلًا، وهذا ما يحدث غالبًا مع مدمني الأفلام الإباحية، كما تؤكد الدراسات، فمادة الأوكسيتوسين المسئولة عن الثقة بين البشر، والتي يتم إفرازها بكثرة خلال مشاهدة المناظر الإباحية، هذه المادة مسئولة عن الثقة بين الزوجين، وخلال الإدمان على مشاهد الجنس يتشكل ما يسمى بالعشق الافتراضي، وبالتالي يختل إفراز هذه المادة، ويختل إفراز بعض الهرمونات.. وبالنتيجة تتضرر حياته الاجتماعية أيضًا، وقد تنهار حياته العاطفية، ولذلك هناك دراسات تؤكد أن الأفلام الإباحية مسئولة عن الكثير من المشكلات الزوجية والعنف الأسري (المرجع 7).
إقرأ أيضا:أفضل مقدمة تعبير
أضرار خطيرة لظاهرة الاستمناء (العادة السرية)
نصيحة من علماء الغرب: Stay Away from Pornography
إن إفراز مادة الدوبامين بكثرة من قبل الدماغ خلال مشاهدة مناظر الجنس، ترهق الدماغ وبخاصة المنطقة الأمامية من الدماغ (الناصية)، حيث هذه المنطقة مهمة في اتخاذ القرار وهي أشبه بالفرامل بالنسبة للسيارة، تصور نفسك تقود سيارة ذات فرامل معطلة، لا شك أن احتمال أن ترتكب حادثًا أمر وارد، هذه المنطقة لها ممرات ترتبط بمنطقة المكافأة في الدماغ، وبالتالي تتأثر خلال مشاهدة أفلام الجنس، وبالنتيجة تتأثر قراراتك وقدرتك على التحكم بنفسك.
إقرأ أيضا:ما فوائد رياضة الجري للجسم
تمتد الأضرار إلى منطقة الناصية من الدماغ، ومع مرور الزمن تتأذى هذه المنطقة وتتآكل تدرجيًا، وتفقد القدرة على اتخاذ القرار الصائب.
الدكتور Eric Nestleوهو عالم أعصاب يؤكد أن إدمان المخدرات يؤثر على الدماغ، بل ويعيد تشكيل الدماغ تشكيلًا سيئًا.
أما الدكتور Norman Doidge فيقول في كتابه The Brain That Changes Itself فيؤكد أن المشاهد الخليعة pornography تحدث تغييرات خطيرة في الدماغ، وتجعل من يشاهدها في حالة استنفار دائم وإدمان على المشاهدة من دون سبب، فتجده ينتقل من مشهد لآخر دون توقف.. ويزيد احتمال ارتكابه لفعل فاحش بنسبة كبيرة جدًا (المرجع 8).
قد وصل كثير من الباحثين بنتيجة مثل هذه الدراسات إلى أن:
الذي يبتعد نهائيًا عن مشاهدة المناظر الإباحية والنساء المتبرجات وممارسة العادة السرية، يحقق مستوى أعلى من السعادة في حياته، ويتمكن من الاستمتاع بحياته وبخاصة المتزوجين بشكل كبير.
ماذا عن النظر للزوجة؟
بل إن إفراز الدماغ لهرمونات ومواد أخرى مثل الدوبامين و endorphins – oxytocin – وserotonin ومواد أخرى تساهم في زيادة السكون للزوجة وزيادة الإلفة بينهما.
بينما نجد نفس المواد السابقة يتم إفرازها بكميات كبيرة في حالات النظر للنساء الأجنبيات بشهوة، وتسبب تلفًا في الدماغ وأضرار على الدماغ تشبه تلك التي تسببها المخدرات والخمور!!
وفي مقالة (حسب المرجع 13) نجد أن الباحثين يعتبرون أن الإدمان على مشاهدة الجنس هو مرض في الدماغ. وأنه من أصعب أنواع العلاج لأنه يضرب في الصميم. حيث يرد الدماغ على أي منظر إباحي خلال أجزاء قليلة من الثانية (من رتبة الجزء بالألف من الثانية microseconds) وهذا الرد يعتبر الأسرع والأقوى بين أنواع ردود الدماغ. حيث يتطلب تأثر الدماغ بالكوكائين عدة دقائق ولكن عندما ينظر المرء لمنظر إباحي يرد الدماغ بسرعة فيطلق كمية هائلة من المواد الكيميائية.
كمثال على ذلك يفرز الدماغ كمية من مادة أوزتوسين أو مادة الثقة والعاطفة، وهي المادة التي يفرزها دماغ الأم بكثرة خلال الولادة فتقوي الثقة والعاطفة بينها وبين طفلها (المرجع 13). هذه المادة يتم إطلاقها من قبل الدماغ في الحالتين: خلال المعاشرة الجنسية مع الزوجة، وتكون عندما مفيدة للدماغ لأنها تحقق الترابط الفعلي بين الزوج والزوجة وتزيد العاطفة والثقة مما ينشط الدماغ بشكل إيجابي.
في الحالة الثانية يتم إطلاق مادة أوزتوسين في حالة المشاهدة للمناظر الإباحية، ولكن في هذه الحالة لا يوجد ترابط عاطفي حقيقي مما يترك فراغًا عاطفيًا وتشويشًا في الدماغ وتصبح هذه المادة خطرًا على الدماغ بعد أن كانت صحية في حالة الزوجة.

الوظائف العقلية تختل خلال مشاهدة المناظر الإباحية
ويقول الباحث Gordon S. Bruin بعد ممارستي لعلاج الإدمان على الأفلام الإباحية لمدة عشرين عامًا لاحظتُ أن مشاهدة الأفلام الإباحية هو مرض حقيقي مثله مثل الإدمان على المخدرات (المرجع.
طبعًا الدماغ يفعل هذا على حساب الوظائف الأخرى مثل الذاكرة والتفكير واتخاذ القرار… أي أن جميع الوظائف العقلية تختل بسبب الإدمان على مشاهدة المقاطع الجنسية.

أظهرت دراسة أجريت عام 2002 على مدمني الكوكائين وجود تلف في بعض أجزاء الدماغ وبخاصة في المنطقة الأمامية، (المرجع 16) كذلك في دراسة عام 2004 تبين أن الدماغ يخسر جزءًا من وزنه بسبب الإدمان على المخدرات (المرجع 17)… ويمكن القول إن نفس الشيء ينطبق على الإدمان على المشاهد الإباحية (المرجع 18).
الزواج ظاهرة صحية بعكس الزنا
إن مشاهدة الأفلام الإباحية تقود غالبًا لممارسة الزنا بهدف إشباع مركز السعادة في الدماغ، لأن هذا المركز بعد فترة لم يعد يقتنع بمجرد المشاهدة النظرية، فيحفز صاحبه للتطبيق العملي لما شاهده، ولكن وبعد ممارسة الزنا لم يتحقق الارتباط العاطفي الذي ينشده الدماغ؛ فيسعى لخلق المزيد من العلاقات الجنسية، ولكن دون جدوى، فيؤدي ذلك لإرهاق جزء كبير من الخلايا وتلفها تدريجيًا.
الزواج هو الحل المثالي
والنتيجة العلمية وحسب الدراسات الموثقة تقول: إن الزواج يفيد خلايا الدماغ وينشطها إيجابيًا، ويساعد على الإبداع، وينمي المنطقة الأمامية (الناصية)، ويزيد القدرة على الإنتاج والعمل واتخاذ القرار السليم.. أما الزنا والإدمان على الجنس فيدمر ويتلف خلايا الدماغ، ويرهق بقية أجزائه ويضعف الذاكرة وبقية العمليات الإدراكية.
الزواج يحمي من السرطان
ويقول أخصائي علم النفس السريري، كيت سكوت، من “جامعة أوتاغو” في نيوزيلندا: تشير دراستنا إلى أن رابط الزوجية يوفر الكثير من الفوائد للصحة النفسية لكل من الرجل والمرأة. فالمتزوجون أكثر صحة ونظامهم المناعي أقوى ومقاومتهم للأمراض أفضل …
يقول العلماء (حسب المرجع 15) إن الدماغ مبرمج ليفرز مواد كيميائية تشعر الإنسان بالسعادة في حالة تناول الأكل أو ممارسة الجنس أو الحصول على مكافأة، ولكن هذه المواد يفرزها الدماغ بكميات كبيرة في حالة شرب الكحول أو المخدرات أو مشاهدة الأفلام الإباحية، ولكن في حالة الطعام أو الحصول على جائزة أو مال أو المعاشرة الزوجية فإن هذه المواد تقترن بشيء حقيقي (الشريك الحقيقي وهو الزوجة مثلًا) فيكون إفراز هذه المواد مفيدًا للدماغ لأنه حقق الغرض منها.
أما في حالة الأفلام الجنسية فيتم إفراز المواد فيشعر بالسعادة دون تحقيق هدف واقعي، حيث لا يوجد شريك حقيقي، وبالتالي يصاب الدماغ بنوع من التشويش والإرهاق؛ لأنه يطلب المزيد من السعادة دون تحقيق شيء فعلي، فيعتقد الدماغ أنه يجب إفراز المزيد من المواد للبقاء في مستوى عال من السعادة، مما يؤدي للإدمان على مشاهدة أفلام الجنس.
العلاج الإسلامي لهذه الظاهرة
1- القرآن أمر بقطع دابر هذه الظاهرة من جذورها عندما أمر بغض البصر، يقول تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30].
2- أمر القرآن بالابتعاد عن الزنا وأخبرنا بأنه أسوأ طريق يمكن أن يسلكه الإنسان، قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) [الإسراء: 32].
4- أمرنا الله تعالى بالزواج لضمان السعادة والسكون والاستقرار، بل اعتبر أن الزواج معجزة وآية تتحقق بها الحياة المستقرة والسكون والطمأنينة، قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
وأخيرًا ..
هل اقتنعت عزيزي القارئ أن الله عندما حرم النظر إلى النساء المتبرجات قد أراد لنا الخير وليضمن لنا الصحة؟ وأن الله تعالى عندما أباح الزواج إنما ليضمن لنا الحياة المطمئنة والسعادة الحقيقية؟ فالحمد لله على نعمة الإسلام.